العشرة المبشرون بالجنة

قال الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [سورة البقرة /25].

العشرة المبشرون بالجنة

عثمان بن عفّان رضي الله عنه

عثمان بن عفّان رضي الله عنه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، الحمد لله الذي مَنَّ علينا بالإسلام ومنّ علينا بالصحابة الكِرام، هؤلاء هم مَن قال عنهم الله عز وجل في كتابه العزيز ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [سورة الأحزاب/ 23].

حديثنا اليوم عن أحد السابقين الأولين الذين ذكرهم الله تعالى في القرءان بقوله ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [سورة التوبة/100] وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد وفي سياق واحد وهو ثالث خلفاء الراشدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه.
أسلم عثمان في أول الإسلام قبل دخول محمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وعمره حينئذ تسع وثلاثون سنة. دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم، ولَما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له: ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى واللَّه إنها كذلك.
قال أبو بكر‏:‏ هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم‏.
وفي الحال مرَّ رسول اللَّه فقال‏:‏ ‏‏يا عثمان أجِب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه‏‏.‏ قال ‏:‏ فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبد الله ورسوله.